النوم ومرض الخرف ؟؟ ما الرابط بينهما – مقال مترجم

النوم ومرض الخرف ؟؟؟ ما الرابط بينهما

يصيب مرض الخرف 55 مليون شخص سنويا على مستوى العالم ، كما تزداد الإصابة بالمرض بما يقدر ب10 مليون حالة سنويا

وقد يرجع ذلك الى زيادة معدل الأعمار لدى البعص ، ولكن لا يمكن الجزم بأن الخرف مرض نتيجة لتقدم السن

لذلك كيف يمكننا تقليل خطر الإصابة بالمرض ؟؟

العديد من الباحثين يوجهون النظر تجاه دور النوم للتأثير على حدوث ذلك المرض

مرض الخرف : يسبب لنا العديد من المشاكل العقلية كالقدرة على التفكير او تذكر الأحداث

طبقا لمنظمة الصحة العالمية ” يعتبر الخرف السبب رقم 7 فى الوفاة حول العالم من بين جميع الأمراض ، وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والتبعية بين كبار السن على مستوى العالم “

كما تذكر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 55 مليون شخص يعانون من الخرف ، وبحلول عام 2050 من المرجح أن يصل العدد إلى 140 مليونًا تقريبًا.
كما يعاني تقريبا نسبة 60٪ و 70٪ من المصابين بالخرف من مرض آخر وهو مرض الزهايمر.

الخرف هو في الأساس مرض الشيخوخة ، على الرغم من أن الخرف المبكر – والذى تبدأ أعراضه قبل سن 65 – يمثل حوالي 9٪ . لذلك ، فإن الخرف ليس نتيجة حتمية للشيخوخة.

هناك سبب وراثي للخرف – إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى مصاب بالخرف ، فقد يزيد هذا من خطر إصابتك. ومع ذلك ، فقد أظهرت العديد من الدراسات أنه حتى أولئك الذين لديهم مخاطر وراثية يمكنهم تقليلها من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين وتجنب الإفراط في تناول الكحوليات.

أحد أجزاء نمط الحياة الصحي هو الحصول على قسط كافٍ من النوم المناسب. ويرى العديد من الباحثين الآن علاقة بين النوم والخرف ، كما قال الدكتور ديفيد ميريل ، الطبيب النفسي لكبار السن ومدير مركز باسيفيك برين هيلث في معهد باسيفيك لعلوم الأعصاب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا ، كاليفورنيا ، لموقع ميديكال نيوز توداي.

وأشار إلى أن “النوم هو عامل يمكن أن يكون وقائيًا أو خطرا على صحة التفكير وإدراك الأشياء . حيث ان تأثير النوم على صحة التفكير و إدراك الأشياء يعتمد على سمات نوم الفرد ، بما في ذلك نوعية وكمية النوم وتكرار النوم وحتى انتظامه “.

ما هى مدة النوم الصحى ؟

عدد ساعات النوم المثلى تتراوح من 7 الى 9 ساعات فى اليوم لكن هل قلة النوم عامل خطر الاصابة بالخرف ؟؟
“”من المستحسن – ليس فقط لصحة الدماغ ، ولكن للصحة العامة – أن يحصل الناس على 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة.” – الدكتور بيرسي جريفين ، مدير الارتباط العلمي بجمعية الزهايمر
لذا ، الكمية المثلى لمعظم الناس ما بين 7 و 9 ساعات ، لكن هل قلة النوم عامل خطر؟ أخبر الدكتور أنطون بورستينسون ، الأستاذ ومدير برنامج رعاية وبحوث وتعليم مرض الزهايمر (AD-CARE) في المركز الطبي بجامعة روتشستر ، MNT  أن ” قلة النوم قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف. نتأكد من هذا عندما تنظر إلى أنماط النوم قبل سنوات أو عقود من ظهور مرض الزهايمر “. لذلك ربما يجب أن نحصل على مزيد من النوم؟  الإجابة : لا وفقًا لدراسة مجموعة كبيرة  بجامعة بوسطن. وجدت هذه الدراسة أن أولئك الذين ينامون بانتظام لأكثر من 9 ساعات في الليلة لديهم ضعف خطر الإصابة بالخرف لأولئك الذين ينامون ما بين 6 و 9 ساعات. كما أظهرت كثرة النوم نقص فى حجم الدماغ . ولذلك ، قد يكون النوم المفرط من أعراض التغيرات العصبية المبكرة وليس سببا مباشرا للخرف . كما يقترح الباحثون في هذه الدراسة أن وقت النوم الطويل يمكن أن يكون مؤشرًا على خطر الإصابة بالخرف.

نوعية النوم ؟

تسرد مؤسسة النوم الوطنية أربع ميزات رئيسية للنوم الجيد للحصول على الفوائد الصحية المثلى:

النوم في غضون 30 دقيقة من الذهاب الى الفراش
لا تستيقظ أكثر من مرة في الليل
ألا تزيد عن 20 دقيقة مستيقظًا أثناء الليل
قضاء ما لا يقل عن 85٪ من وقت اضطجاعك على الفراش في النوم.

“”النوم المتقطع ذو النوعية الرديئة الملحوظ في اضطرابات النوم يؤدي إلى تغيرات حادة ومتفاقمة بشكل مزمن في الدماغ. عادةً ما يسمح النوم الجيد ليلاً حرفيًا بإصلاح واستعادة وظائف المخ إلى المستويات التي شوهدت في بداية اليوم السابق “.

– د. ديفيد ميريل

أثناء النوم تحدث فترات من حركة العين السريعة وفترات تدث فيها حركات غير سريعة للعين . تحدث هذه العملية بشكل متكرر مثل الحلقه ، فترات من النوم بحركة عين سريعه ثم حركات للعين غير سريعة ، يحدث النوم العميق أثناء أحد مراحل النوم مع حركة العين الغير سريعة.

وفقًا لإحدى الدراسات ، فإن موجات الدماغ منخفضة التردد أثناء النوم العميق بحركة العين غير السريعة تقوم بتنظيف الدماغ من السموم المرتبطة بمرض الزهايمر والتى تسمى  بيتا أميلويد وتاو. كما تسمح هذه الموجات الدماغية ذات التردد المنخفض بازالة السموم عن طريق خروج كمية من السائل داخل الدماغ والذي يحمل السموم بعيدًا.

إذا كان النوم مضطربًا ، فقد تبدأ فضلات الدماغ ، مثل بيتا أميلويد وتاو ، في التراكم ، مما يؤدي في النهاية إلى تشكيل كتل منها والتى يمتاز بها مرض الزهايمر.كما تبدأ تراكم فضلات الدماغ –  بيتا أميلويد وتاو – قبل 10-20 سنة من ظهور أعراض الخرف بشكل ملحوظ.

توقف التنفس المفاجئ أثناء النوم والخرف

يؤثر انقطاع التنفس أثناء النوم على ما يقرب من مليار شخص حول العالم ، وأكثر أشكاله شيوعًا هو انقطاع النفس بسبب انسداد مجرى التنفس والذى يسمى (OSA) ويحدث فى بعض الامراض مثل السمنة وامراض القلب . تعيق الحالة التنفس أثناء النوم وغالبًا ما يستيقظ الشخص بسبب عدم قدرته على التنفس.

كما يتعرض الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم لخطر متزايد للإصابة بالعديد من الحالات الصحية ، مثل الربو ومشاكل القلب والأوعية الدموية والسرطان. وترى الدراسات الحديثة أيضًا وجود روابط بين انقطاع النفس أثناء النوم والخرف.

 

“انقطاع النفس النومي هو حالة صحية معروفة بشكل متزايد بأنها عامل خطر للإصابة بالخرف. الشخص المصاب بانقطاع النفس النومي يتوقف عن التنفس أثناء النوم.  يؤدي هذا إلى حدوث انخفاضات خطيرة في الأوكسجين الليلي للدماغ “.

– د. ديفيد ميريل

 

كيف يؤثر مرض الخرف على النوم ؟

“الخرف يعطل النوم بعدة طرق.حيث أن الخرف هو اضطراب عصبي تتنكس فيه خلايا الدماغ، مما يعني أن خلايا الدماغ [تعاني] من خلل وظيفي وتموت تدريجيًا بمرور الوقت. وعندما يفقد الشخص خلايا المخ ، تبدأ مراكز النوم في الدماغ [تعاني] من خلل وظيفي – فنفقد القدرة على إرسال إشارات للبقاء نائمين. في كثير من الأحيان ،و يصبح النوم مجزأً أو حتى مقلوبًا بحيث يستيقظ المرضى طوال الليل ، ثم ينامون معظم النهار”.

– د. ديفيد ميريل

وجدت دراسة صغيرة أن النعاس أثناء النهار الذي يتميز به مرض الزهايمر يرتبط بموت خلايا الدماغ الرئيسية. اقترح الباحثون أن هذا يرجع إلى تراكم فضلات الدماغ مثل بروتين تاو وفقدان الخلايا العصبية في مناطق الدماغ التي تعزز اليقظة.

كما وجدت دراسة حديثة أيضًا أن اضطراب النوم في مرض الزهايمر قد يزيد من شدة الأعراض.

هل يعتبر النوم سبب أم عرض للخرف ؟؟

ترى دراسة أن تحسين النوم قد يكون وسيلة للتخفيف من أعراض الخرف ، ولكن هل من الممكن أن يساعد علاج اضطرابات النوم في الوقاية من الخرف ؟

حاولت مراجعة أجريت عام 2019 لدراسات اضطرابات النوم والتدهور المعرفي الإجابة على هذا السؤال. وجدت أن اضطرابات النوم ، بما في ذلك انقطاع النفس أثناء النوم ، والأرق ، والنوم غير الكافي أو لفترات طويلة ، مرتبطة بالتدهور المعرفي والخرف.

كما كان هناك أيضًا ارتباط بين اضطرابات النوم وترسب فضلات الدماغ ” بيتا أميلويد وتاو” . وخلصت المراجعة إلى أن إدارة النوم بشكل جيد قد تكون هدفًا واعدًا للوقاية من الخرف.

على الرغم من ذلك ، لم تثبت أي دراسة وجود علاقة سببية بين النوم ورض الخرف – أو كيف يكون هذا الارتباط بينهما.
هل مشاكل النوم تسبب الخرف ؟؟ ، أم كانت مشاكل النوم علامة على المراحل المبكرة من الخرف؟؟

قد يؤدي الحفاظ على نمط حياة صحي وضمان حصولك على قسط كافٍ من النوم الجيد إلى تقليل مخاطر الإصابة بالخرف والعديد من المشكلات الصحية الأخرى. لكن البحث عن السبب والنتيجة مستمر.

 

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الخصائص المختلفة للنوم والدماغ بشكل كامل ، بالإضافة إلى آليات كيفية تأثير النوم على بيولوجيا الدماغ بمرور الوقت. نحتاج أيضًا إلى دراسات تنظر إلى النوم كتداخل لصحة إدراك الأشياء”.

– د. بيرسي جريفين

– د. ديفيد ميريل

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *